معالي العلّامة عبد الله بن بيه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنَّ من نعم الله علينا في دولة الإمارات العربية المتحدة العيش في ظل قيادة حكيمة تسير على نهج قويم من الحكمة والبصيرة أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه -، وسار عليه خلفه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - ويحمل رايته باقتدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله -، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله -، وإخوانهم حكام الإمارات الكرام أعضاء المجلس الاتحادي حفظهم الله ووفقهم.

إنَّ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يستنير في عمله بمنهج القيادة الرشيدة التي برهنت: عن بعد رؤية، وحصافة رأي. مستشعرًا ما للفتوى من أهمية ودور في حياة المجتمع. وإنَّ من أولويات المجلس: العمل على تصحيح الفتاوى وضبطها بما تنضبط به منهجًا ومضمونًا، والعمل بمقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".

إنَّ المجلس في عمله هذا يسعى لتقديم أنموذج صالح ناجع يراعي العمق الشرعي نصوصًا ومقاصد، والبعد العصري في معالجة مشكلات العصر ونوازله بتركيباتها ومتغيراتها المتباينة من الذرة إلى المجرة، وذلك من خلال تحقيق المناط في الأشخاص والأنواع والأحوال، والذي يعتبر الاجتهاد الثالث إلى جانب الاجتهادين المتمثلين في دلالات ألفاظ النصوص، والاجتهاد في المصالح والمفاسد المتعلق بالمعاني والمقاصد كما قال الشاطبي والغزالي قبله: إنَّ الاجتهاد يكون في ثلاثة: اللفظ إذا وجد، وفي معقول النص في غيبة اللفظ أو غموض دلالة اللفظ، وفي تنزيله على الواقع.

نتطلع في مجلسنا إلى تقديم المفاهيم الصحيحة، والتصورات المصيبة، والمنهجية السليمة، والإجابات المقنعة، نستنفر الشريعة نصوصًا ومقاصد، ونستثير التراث ونمتاح منه، ونستفرغ الجهد في الاقتراح، مراعين واقعنا وظروف عصرنا.

ندعو الله عز وجل أن يحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، وأن يأخذ بنواصينا إلى الخير، وأن يهدينا سبلنا، ويوفقنا إلى الخير والرشاد، وأن يلهمنا التوفيق والسداد في القول والعمل.

معالي العلّامة الشيخ/ عبد الله بن بيه

رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

هل محتوى الموقع ساعدك على الوصول للمطلوب؟

شكرا لك على تقييمك / تعليقك.